ولما ذكر جزاءهم على ما هو الحق المساوي{[58402]} لأعمالهم طبق الفعل بالفعل ، علله بما لزم على{[58403]} أعمالهم فقال : { ذلكم } أي العذاب العظيم { بأنكم اتخذتم } أي بتكليف منكم لأنفسكم وقسر على خلاف ما أدى إليه العقل ، وجاءت به الرسل ، وساعدت عليه الفطر الأول{[58404]} { آيات الله } أي الملك الأعظم {[58405]}الذي لا شيء أعظم منه{[58406]} { هزواً } أي جعلتموها عين ما أنزلت للإبعاد منه { وغرتكم } لضعف عقولكم { الحياة الدنيا } أي الدنية فآثرتموها لكونها حاضرة وأنتم كالبهائم لا يعدو نظركم المحسوس فقلتم : لا حياة غيرها ولا بعث ولا حساب ، ولو تعقلتم وصفكم لها لأداكم إلى الإقرار بالأخرى .
ولما أوصلهم إلى هذا الحد من الإهانة ، سبب عنه زيادة في إهانتهم وتلذيذاً لأوليائه الذين {[58407]}عادوهم فيه{[58408]} وإشماتاً لهم بهم : { فاليوم } بعد إيوائهم فيها { لا يخرجون } بمخرج ما { منها } لأن الله لا يخرجهم ولا يقدر غيره على ذلك { ولا هم } خاصة{[58409]} { يستعتبون * } أي يطلب من طالب ما منهم الإعتاب ، وهو الاعتذار بما يثبت لهم العذر ويزيل عنهم العتب الموجب للغضب بعمل من الأعمال الصالحات ؛ لأنهم في دار الجزاء لا دار العمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.