ولما لخص سبحانه وتعالى ما مضى من قصصه في هذه الكلمات اليسيرة أحسن تلخيص وأقربه مع عدم المخالفة لشيء{[71482]} مما مضى لأن المفصل موضع الاختصار أما باعتبار النزول فإنه نزل{[71483]} أولاً فكان تقريب القصص للناس بالاقتصار على{[71484]} ما لا بد منه أولى ليستأنسوا به ، وأما من جهة الترتيب فلتذكيرهم بما مضى ليجتمع في-{[71485]} المخيّلة في أقرب وقت ويتذكر{[71486]} به ذلك المبسوط ، وختمه بأخذه هذا الأخذ الغريب أرشد إلى-{[71487]} ما في القصة من العبرة ، مشيراً إلى استحضار ما مضى كله ، فقال مؤكداً مقرراً للمكذب{[71488]} ومنبهاً للمصدق{[71489]} : { إن في ذلك } أي الأمر العظيم{[71490]} الذي فعله والذي فعل به { لعبرة } أي أمراً عظيماً-{[71491]} يتعمد الاعتبار به من معنى إلى معنى حتى يقع به الوصول إلى كثير من المعارف { لمن يخشى * } أي من شأنه الخوف العظيم من الله لأن الخشية - كما تقدم - هي{[71492]} أساس الخير ، فأول العبور{[71493]} أن ينقل السامع حال غيره إليه فيتذكر بإنجاء بني إسرائيل على ضعفهم{[71494]} منهم على قوتهم ثم بقوة ما حصل لهم من القهر من ذلك حتى أوجب اتباعهم بالجنود ثم بفرق البحر ثم بإيرادهم إياه ثم بإغراقهم{[71495]} فيه كلمح البصر لم يخرج منهم مخبر قدرة الله تعالى على إيراد الكفار{[71496]} النار وقهر {[71497]}كل جبار{[71498]} وبجعل العصا حية وإخراج القمل والضفادع من الأرض وتحويل الماء دماً قدرته سبحانه وتعالى على ذلك السامع بالعذاب وغيره وعلى خصوص البعث - إلى غير ذلك من العبر و{[71499]} واضح الأثر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.