نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (38)

ولما كان الذي بعد حدود الله هو الدنيا ، صرح به فقال : { وآثر } أي أكرم وقدم واختار { الحياة الدنيا * } بأن جعل أثر العاجلة{[71537]} الدنية لحضورها عنده أعظم من أثر الآخرة العليا لغيابها{[71538]} ، فكان كالبهائم لا إدراك له لغير الجزئيات الحاضرة ، فانهمك في جميع أعمالها وأعرض عن الاستعداد للآخرة بالعبادة وتهذيب النفس فلم ينه نفسه عن الهوى .


[71537]:زيد في الأصل: الدنيوية، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71538]:من ظ و م، وفي الأصل: لغائبها.