نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ} (76)

{ فلما آتاهم } وكرر قوله : { من فضله } تقريراً لما قاله المعاهد تأكيداً للإعلام بأنه لا حق عليه لأحد ولا صنع فيما ينعم به ولا قدرة عليه بوجه { بخلوا به } أي كذبوا فيما عاهدوا عليه وأكدوه غاية التأكيد ، فلم يتصدقوا بل منعوا الحق الواجب إظهاره فضلاً عن صدقة السر{[36918]} { وتولوا } أي كلفوا أنفسهم الإعراض عن الطاعة لمن تفضل عليهم مع معرفتهم بقبح نقض العهد ؛ ولما كان التولي قد يحمل على ما بالجسد فقط قال{[36919]} : { وهم معرضون* } أي بقلوبهم ، والإعراض وصف لهم لازم لم يتجدد لهم ، بل كان غريزة فيهم ونحن عالمون بها من حين أوقعوا العهد ؛ قال أبو حيان{[36920]} : قال الضحاك : هم نبتل ابن الحارث وجد بن قيس ومعتب بن قشير{[36921]} وثعلبة{[36922]} بن حاطب وفيهم نزلت الآية - انتهى .


[36918]:زيد من ظ.
[36919]:من ظ، وفي الأصل: فقال.
[36920]:سقط من ظ.
[36921]:من ظ والبحر المحيط 5/74، وفي الأصل: يسير.
[36922]:من البحر، وفي الأصل وظ: ثعلب.