إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ} (76)

{ فَلَمَّا ءاتَاهُمْ من فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ } أي منعوا حق الله منه { وَتَوَلَّواْ } أي أعرضوا عن طاعة الله سبحانه فلما رجعا قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه : «يا ويحَ ثعلبةَ » مرتين فنزلت فجاء ثعلبةُ بالصدقة فقال عليه الصلاة والسلام : «إن الله منعني أن أقبل منك » فجعل يحثو التراب على رأسه فقال عليه الصلاة والسلام : «هذا عملُك قد أمرتك فلم تُطعني » فقُبض عليه الصلاة والسلام فجاء بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فلم يقبلها وجاء بها إلى عمرَ رضي الله عنه في خلافته فلم يقبلها وهلك في خلافة عثمانَ رضي الله عنه وقيل : نزلت فيه وفي سهل بن الحارثِ وجَدِّ بنِ قيس ومعتب بن قُشير والأول هو الأشهرُ { وَهُم مُّعْرِضُونَ } جملة معترضة أي وهم قوم عادتُهم الإعراضُ أو حالية أي تولوا بإجرامهم وهم معرضون بقلوبهم .