نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ} (19)

ولما أرشد السياق لمعادلة { فلا اقتحم العقبة } إلى أن التقدير : ولا أحجم عن المعطبة التي هي الأفعال الموجبة للمعتبة مع كونها متعبة ، بل قطع من يستحق الوصل ووصل من يستأهل القطع ، ثم كان من الذين كفروا وتواصوا بالملأمة واكتسبوا السيئات واتبعوا الشهوات وعاملوا بالقسوة ، عطف عليه قوله : { والذين كفروا } أي ستروا ما تظهر لهم مرائي بصائرهم من العلم . ولما كان الكفر بالآيات من أسوأ أنواع الكفر لأنه كفر بما جعله الله علماً على غيب عهده ، وهي جميع ما تدركه الحواس من الأقوال والأفعال الدالة على ذي الجلال لأنها دالة على الصفات الدالة على الموصوف بها الذي ظهر بأفعاله وبطن بعظيم جلاله ، قال : { بآياتنا } أي ما لها من العظمة بالإضافة إلينا والظهور الذي لا يمكن خفاؤه { هم } أي خاصة لسوء ضمائرهم ولفساد جبلاتهم { أصحاب المشأمة * } أي الخصلة المكسبة للشؤم والحرمان والهلكة فهؤلاء مشائيم على أنفسهم ، وكفرهم دال على فساد جبلاتهم فهو يشير إلى أن من كان كفره أخف لم يكن جبلياً ، فيوشك أن يهدى فيكون من أصحاب الميمنة .