التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يُرِيدُ} (16)

وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ { 16 }

وهذه الآية متصلة بالسياق والموضوع اتصال تعقيب وتنبيه كما هو المتبادر . فالله قد أنزل آيات القرآن واضحة بيّنة ، وهو إنما يهدي بها من أراد له السعادة والهدى .

وأسلوب الآية أسلوب تسلية وتطمين ، وقد تكرر في مواضع كثيرة من القرآن في مثل هذه المواقف . وعلى ضوء الآيات العديدة التي قررت أن الله إنما يهدي من ينيب إليه ومن يستمع القول فيتبع أحسنه ، أي من حسنت نيته وصدقت رغبته في هذا الله ، ومنها آيات سورة الرعد [ 27-29 ] والزمر [ 18 ] لا يكون محل للالتباس في هذه الآية ، بسبب إطلاق الفقرة الأخيرة منها على ما نبهنا عليه في مناسبات عديدة سابقة .