التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ} (149)

( 1 ) إذ تحسونهم : إذ تمنعون فيهم قتلا .

( 2 ) إذ تصعدون : قرئت بفتح التاء وضمها . ومعناها في الجملة الأولى من الصعود إلى الجبل . وفي الثانية من الإصعاد وهو الهبوط أو السير في مستوى الأرض وبطون الأودية . وهناك من قال : إنها هنا أيضا بمعنى الصعود إلى الجبل . والروايات تذكر أن النبي نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي وجعل ظهره وعسكره إلى أحد . فإذا كان هذا المنزل كان بين المدينة وأحد فتكون الكلمة من الإصعاد ، وإذا كان من وراء الجبل فتكون من الصعود .

( 3 ) يدعوكم في أخراكم : يناديكم من ورائكم وأنتم منهزمون .

( 4 ) أثابكم غمّا بغمّ : قالوا ّإن فعل ( أثاب ) في أصله بمعنى جزي وكافأ . وإنه يستعمل في الجزاء الحسن والسيئ على السواء . وإن كان استعماله في الحسن أكثر ، وهنا في معناه الأصلي . وقيل في الجملة إنها بمعنى أصابكم بغمّ مقابل الغم الذي أصاب عدوكم يوم بدر فكانت واحدة بواحدة . وقيل : إنها بمعنى أصابكم أو جازاكم بغمّ بعد غمّ ، وهو خبر قتل النبي صلى الله عليه وسلم ثم ما كان من قتل في المسلمين وهزيمتهم . وقيل : إنها بمعنى جازاكم بغمّ القتل والهزيمة على ما سببتموه للنبي من غم بعصيان أمره والمعنى الأول للتهوين . ولعله يتسق أكثر مع الجملة التي أتت بعد هذه الجملة { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } والمعنى الثالث قوي الورود أيضا .

( 5 ) ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا : ثم سلّط عليكم بعد الغمّ الذي حلّ فيكم من الهزيمة نعاسا تشعرون معه بالأمن والسكينة .

( 6 ) لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم : لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى المكان الذي قدر عليهم أن يموتوا فيه حينما يكون أجلهم قد أتى ولا يمنع ذلك أن يبقوا في بيوتهم .

( 7 ) وليبتلي الله ما في صدوركم : ليختبر الله وليظهر ما في قلوبكم .

( 8 ) وليمحص ما في قلوبكم : ليصفي ويطهّر ما في صدوركم .

/خ149