معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قَالُواْ جَزَـٰٓؤُهُۥ مَن وُجِدَ فِي رَحۡلِهِۦ فَهُوَ جَزَـٰٓؤُهُۥۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّـٰلِمِينَ} (75)

وقوله : { قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فهو جزاؤه 75 }

( من ) في معنى جزاء وموضعها رفع بالهاء التي عادت . وجواب الجزاء الفاء في قوله : ( فَهُوَ جَزَاؤهُ ) ويكون قوله ( جزاؤه ) الثانية مرتفعة بالمعنى المحمَّل في الجزاء وجوابِه . ومثله في الكلام أن تقول : ماذا لي عندك ؟ فيقول : لك عندي إن بشّرتني فلك أَلف درهم ، كأنه قال : لك عندي هذا . وإن شئت جَعلت ( مَن ) في مذهب ( الذي ) وتدخل الفاء في خبرِ ( مَن ) إِذا كانت على معنى ( الذي ) كما تقول : الذي يقوم فإنا نَقوم معه . وإِن شئتَ جعلت الجزاء مرفوعاً بمَنْ خاصّة وصلتِها ، كأنك قلت : جزاؤه الموجودُ في رَحْله . كأنك قلت : ثوابه أن يُسْتَرقّ ، ثم تستأنِف أيضاً فتقول : هو جزاؤه . وكانت سنَّتهم أَن يترقّوا مَن سَرق .