قوله تعالى : { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ } : قال الزمخشري : " في " ثم " هذه ما فيها مِنْ تعظيم منزلتِهِ وأجلالِ مَحَلَّه ، والإِيذانُ بأنَّ أَشْرَفَ ما أُوتي خليلُ الرحمنِ من الكرامةِ وأَجَلَّ ما أُولِيَ من النعمة اتِّباعُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من قِبَلِ أنها دَلَّتْ على تباعُدِ هذا النعتِ في الرتبةِ منْ بينِ سائرِ النُّعوت التي أثنى اللهُ عليه بها " .
قوله : { أَنِ اتَّبِعْ } ، يجوز أن تكونَ المفسِّرةَ ، وأن تكونَ المصدريةَ فتكونَ مع منصوبِها مفعولَ الإِيحاء .
قوله : " حنيفاً " حالٌ ، وتقدَّم تحقيقُه في البقرة . وقال ابن عطية : " قال مكي : ولا يكون - يعني : حنيفاً - حالاً من " إبراهيم " ؛ لأنه مضافٌ إليه ، وليس كما قال ؛ لأن الحالَ قد تعمل فيها حروفُ الجرِّ إذا عَمِلَتْ في ذي الحال كقولِك : " مررتُ بزيدٍ قائماً " . قلت : ما ذكره مكيٌّ من امتناعِ الحال من المضاف إليه فليس على إطلاقه لِما تقدَّم تفصيلُه في البقرة . وأمَّا قولُ ابن عطية : إن العاملَ الخافضُ فليس كذلك ، إنما العاملُ ما تعلَّق به الخافضُ ، ولذلك إذا حُذِفَ الخافضُ ، نُصِبَ مخفوضُه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.