{ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } يا محمد مع علوّ درجتك وسموّ منزلتك ، وكونك سيد ولد آدم { أَنِ اتبع مِلَّةَ إبراهيم } وأصل الملة اسم لما شرعه الله لعباده على لسان نبيّ من أنبيائه . وقيل : والمراد هنا اتباع النبيّ صلى الله عليه وسلم لملة إبراهيم في التوحيد والدعوة إليه . وقال ابن جرير : في التبرّي من الأوثان ، والتدّين بدين الإسلام . وقيل : في مناسك الحج ؛ وقيل : في الأصول دون الفروع . وقيل : في جميع شريعته ، إلاّ ما نسخ منها ، وهذا هو الظاهر ، وقد أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء مع كونه سيدهم ، فقال تعالى : { فَبِهُدَاهُمُ اقتده } [ الأنعام : 90 ] . وانتصاب { حَنِيفاً } على الحال من إبراهيم ، وجاز مجيء الحال منه ؛ لأن الملة كالجزء منه . وقد تقرّر في علم النحو أن الحال من المضاف إليه جائز إذا كان يقتضي المضاف العمل في المضاف إليه ، أو كان جزءاً منه أو كالجزء { وَمَا كَانَ مِنَ المشركين } وهو تكرير لما سبق للنكتة التي ذكرناها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.