الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ} (168)

قوله : { لِعَمَلِكُمْ } : كقولِه : { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } [ الأعراف : 21 ] وقد تقدَّم . وقيل : " من القالِيْن " صفةٌ لخبرٍ محذوفٍ . وهذا الجارُّ متعلِّقٌ به . أي : إنِّي قالٍ لِعملكم من القالِيْنَ .

والقالي : المُبْغِضُ . يقال : قَلاه يَقْليه قِلَىً ويَقْلاه ، وهي شاذَّة . قال :

وتَرْمِيْنَنِيْ بالطَّرْفِ أي : أنتَ مُذْنِبٌ *** وتَقْلِينني لكنَّ إياكِ لا أَقْلي

وقال آخر :

واللهِ ما فارَقْتُكم عَنْ قِلَىً لكمْ *** ولكنَّ ما يُقْضَى فسوفَ يكونُ

واسمُ المفعولِ منه : مَقْلِيّ . والأصلُ مَقْلُوْي . فأُدْغِمَ ك مَرْمِيّ قال :

3530 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** وَلسْتُ بمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالِ

أي : لا يَبْغُضُني غيري ولا أَبْغَضُه . وغَلِط بعضُهم فَجَعَلَ ذلك مِنْ قولهم قلا اللحمَ أي : شواه ، فكأنه : قلا كَبِدَه بالبُغْض . ووَجْهُ الغَلَطِ : أنَّ هذا من ذواتِ الياءِ ، وذَلك من ذواتِ الواوِ . ويُقال : قلا اللحمَ يَقْلُوه قَلْواً فهو قالٍ كغازٍ ، ومَقْلُوٌّ .