الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ} (168)

و { مّنَ القالين } أبلغ من أن يقول : إني لعملكم قال : كما تقول : فلان من العلماء ، فيكون أبلغ من قولك : فلان عالم ؛ لأنك تشهد له بكونه معدوداً في زمرتهم ، ومعروفة مساهمته لهم في العلم . ويجوز أن يريد : من الكاملين في قلاكم . والقلي : البغض الشديد ، كأنه بغض يقلي الفؤاد والكبد . وفي هذا دليل على عظم المعصية ، والمراد : القلي من حيث الدين والتقوى ، وقد تقوى همة الدَّيِّن في دين الله حتى تقرب كراهته للمعاصي من الكراهة الجبلية .