الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ} (84)

قوله : { إِذْ جَآءَ } : في العاملِ فيه وجهان ، أحدهما : اذكُرْ مقدَّراً ، وهو المتعارَفُ . والثاني : قال الزمخشري : " ما في الشِّيْعَةِ مِنْ معنى المشايَعَة يعني : وإنَّ مِمَّنْ شايَعَه على دينِه وتقواه حين جاء رَبَّه " . قال الشيخ : " لا يجوز ؛ لأنَّ فيه الفَصْلَ بين العاملِ والمعمولِ بأجنبي وهو " لإِبْراهيمَ " لأنه أجنبيٌّ مِنْ شِيْعته ، ومِنْ " إذ " . وزاد المنعَ أَنْ قَدَّره " مِمَّنْ شايَعَه حين جاء لإِبراهيم " [ لأنه قَدَّرَ مِمَّنْ شايَعَه ، فجعل العاملَ قبلَه صلةً لموصول وفَصَلَ بينه وبين " إذ " بأجنبي وهو لإِبراهيم ] وأيضاً فلامُ الابتداءِ تمنعُ أَنْ يعملَ ما قبلَها فيما بعدها . لو قلت : " إن ضارباً لقادمٌ علينا زيداً " تقديره : إنَّ ضارباً زيداً لقادِمٌ علينا لم يَجُزْ " .