اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ} (84)

قوله : { إذْ جَاءَ } في العامل فيه وجهان :

أحدهما : اذْكر مقدراً . وهو المتعارف .

والثاني : قال الزمخشري : ما في الشيعة من معنى المشايعة يعني وإن مِمَّنْ شَايَعَهُ على دينه وتقواه حين جاء{[47182]} رَبَّهُ ، قال أبو حيان : ( لا يجوز{[47183]} لأن فيه ) الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي وهو «لإبْرَاهِيمَ » ؛ ( لأنه أجنبي{[47184]} مِنْ «شِعَتِهِ » ومن «إذْ » وزاد المنع أن قدره ممن شايعه حين جاء لإبراهيم ) ؛ ( لأنه قدر ممن{[47185]} شايعه فجعل العامل قبله صلة لموصول ، وفصل بينه وبين «إذْ » بأجنبي وهو «لإبْرَاهِيمَ » ) ، وأيضاً فلام الابتداء{[47186]} تمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها لو قلت : إنَّ ضَارِباً{[47187]} لَقَادِمٌ عَلَيْنَا زَيْداً{[47188]} تقديره : أن ضَارباً زيداً قَادِمٌ علينا . لم يجز . {[47189]}

فصل

قال مقاتلٌ والكَلْبِيُّ : المعنى أنه سليم من الشِّرك ؛ لأنه أنكر على قومه الشِّرْكَ لقوله : { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ } . وقال الأصوليون : معناه أنه عاش ومات على طهارة القلب من كل معصية . {[47182]}


[47182]:قال الزمخشري بالوجهين أيضا المرجع السابق وانظر: التبيان 1091.
[47183]:سقط من ب فقط.
[47184]:ما بين القوسين أيضا ساقط من ب بسبب انتقال النظر أيضا.
[47185]:ما بين القوسين زيادة من الشارح شرحا لكلام أبي حيان.
[47186]:في البحر لام التوكيد.
[47187]:في ب: ضارب رفعا غير مراد.
[47188]:وفيها زيد رفعا أيضا غير مراد.
[47189]:وانظر: البحر 7/265.