الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ} (83)

قوله : { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } : الضميرُ فيه وجهان ، أظهرُهما : أنَّه يعودُ على نوح أي : مِمَّن كان يُشايِعُه أي : يتابِعُه على دينِه والتصلُّبِ في أمر الله . والثاني : أنه يعودُ على محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم . والشِّيْعَةُ قد تُطْلَق على المتقدمِ كقوله :

3817 وما ليَ إلاَّ آلَ أحمدَ شِيْعَةٌ *** وما لِيَ إلاَّ مَشْعَبَ الحقِّ مَشْعَبُ

فجعلَ آلَ أحمدَ - وهم متقدِّمون عليه وهو تابعٌ لهم - شِيعةً له قاله الفراء . والمعروفُ أن الشِّيْعَةَ تكون في المتأخِّر .