فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ} (84)

{ إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي مخلص من الشرك والشك أو من آفات القلوب وقيل : هو الناصح لله في خلقه ، وقيل : الذي يعلم أن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من في القبور ، ومعنى مجيئه إلى ربه يحتمل وجهين أحدهما عند دعائه إلى توحيده وطاعته ، والثاني عند إلقائه في النار ، وجاء استعارة تصريحية تبعية . شبه إخلاصه قلبه بمجيئه بتحفة كأنه جاء به تحفة من عنده في أنه فاز بما يستجلب به رضاه ، والظرف في قوله إذا جاء منصوب بفعل محذوف ، أي أذكر ، وقيل : بما في الشيعة من معنى المتابعة ، قال أبو حيان : لا يجوز لأن فيه الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي وهو إبراهيم ، والأولى أن يقال إن لام الابتداء تمنع ما قبلها عن العمل فيما بعدها .