البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ} (33)

الصاخة ، قال الخليل : صيحة تصخ الآذان صخاً ، أي تصمها لشدة وقعتها . وقيل : مأخوذة من صخه بالحجر إذا صكه . وقال الزمخشري : أصاخ لحديثه مثل أصاخ له .

{ الصاخة } : اسم من أسماء القيامة يصم نبأها الآذان ، تقول العرب : صختهم الصاخة ونابتهم النائبة ، أي الداهية .

وقال أبو بكر بن العربي : الصاخة هي التي تورث الصمم ، وأنها لمسمعة ، وهذا من بديع الفصاحة ، كقوله :

أصمهم سرّهم أيام فرقتهم *** فهل سمعتم بسرّ يورث الصمما

وقول الآخر :

أصم بك الناعي وإن كان أسمعا . . .

ولعمر الله إن صيحة القيامة مسمعه تصم عن الدنيا وتسمع أمور الآخرة . انتهى .