أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (17)

شرح الكلمات :

{ اعلموا أن الله يحيى الأرض موتها } : أي بالغيث ينزل بها وكذلك يحيى القلوب بالذكر والتذكير بعد فتلين وتخشع لذكر الله ووعد ووعيده .

{ قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون } : أي بينا لكم الآيات الدالة على قدرتنا وعلمنا ولطفنا ورحمتنا رجاء أن تعقلوا تحفظوا أنفسكم مما يرديها ويوبقها .

المعنى :

وقوله تعالى { اعلموا } أي أيها المؤمنون المصابون ببعض الغفلة فكثر مزاحهم وضحكهم { أن الله يحيي الأرض بعد موتها } يحييها بالغيث فتنبت وتزدهر فكذلك القلوب تموت بترك التذكير والتوجيه والإِرشاد وتحيا على التذكير والإِرشاد .

وقوله تعالى : { قد بينا لكم الآيات } أي وضحناها لكم في هذا الكتاب الكريم لعلكم تعقلون أي لنعدّكم بذلك لتعقلوا عنّا ما نُخاطبكم به ونصح لكم فيه فاذكروا ولا تنسوه . وارجعوا قلوبكم وتعهدوها بذكر الله والدار الآخرة .

الهداية

من الهداية :

- تقرير حقيقة وهي أن الأرض تحيا بالغيث والقلوب تحيا بالعلم المواعظ والتذكير بالله .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (17)

قوله : { اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها } يشار بذلك إلى أن القلوب الغليظة ربما تلين بالذكرى وحسن الموعظة أو ترق وتخشع بسماع الدلائل والآيات . فما ينبغي الاستيئاس من إيمان الشاردين عن منهج الحق ، الجامحين نحو الشهوات والملذات . فإن القلوب الغافلة ربما تنفذ إلى أعماقها آيات الهداية فتخشع وتنقلب راجعة إلى الصواب واليقين . وذلك كما أحيى الأرض الهامدة اليبس بالغيث الهاطل المدرار فأنبت الله فيها الزرع والثمر ولبست الأرض حلة زاهية من الخضرة والجمال . قوله : { قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون } بين الله لعباده الآيات لكي يفهموها ويتدبروا مدلولاتها ومعانيها فيعتبروا ويستيقنوا{[4461]} .


[4461]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 312 وتفسير البيضاوي ص 716 وتفسير النسفي جـ 4 ص 226.