{ يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } : أي يتقدمهم نورهم الذي اكتسبوه بالإيمان والعمل الصالح بمسافات بعيدة يضيء لهم الصراط الذي يجتازونه إلى الجنة .
{ بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار } : أي تقول لهم الملائكة الذين أُعدوا لاستقبالهم بشراكم .
{ ذلك هو الفوز العظيم } : أي النجاة من النار ودخول الجنة وهو الفوز العظيم الذي لا أعظم منه .
قوله تعالى { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } هذا الظرف متعلق بقوله { ولهم أجر كريم } في آخر الآية السابقة أي لهم أجر كريم يوم ترى المؤمنين والمؤمنات في عرصات القيامة نورهم الذي اكتسبوه بإيمانهم وصالح أعمالهم في دار الدنيا ذلك النور يمشى أمامهم يهديهم إلى طريق الجنة ، وقد أعطا كتبهم بأيمانهم . وتقول لهم الملائكة الذي أعدوا لتلقيهم واستقبالهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار أي تجري الأنهار أنهار الماء واللبن والخمر والعسل من خلال الأشجار والقصور خالدين فيها ماكثين أبدا لا يموتون ولا يخرجون . قال تعالى { ذلك هو الفوز العظيم } إذ هو نجاة من النار ودخول الجنان في جوار الرحمن .
1- تقرير البعث يذكر أحداثه وما يجرى فيه .
2- تقرير أن الفوز ليس ربح الشاة والبعير ولا الدار ولا البستان في الدنيا وإنما هو الزحزحة عن النار ودخول الجنان يوم القيامة هذا هو الفوز العظيم .
3- من بشائر السعادة لأهل الإِيمان قبل دخول الجنة تلقِّي الملائكة لهم وإعطاؤهم كتبهم بأيمانهم ووجود نور عال يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يتقدمهم على الصراط إلى الجنة .
4- نور يوم القيامة في وجوه المؤمنين أخذوه من الدنيا وفي الحديث : " بشرِّ المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " .
قوله تعالى : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم 12 يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورآءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب 13 ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور 14 فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير } .
ذلك إخبار من الله عن أحوال الناس يوم القيامة وما يكابدونه حينئذ من صنوف الأهوال والأفزاع والبلايا . ويكتب الله النجاة والسلامة يومئذ للمؤمنين ليسلكوا سبيلهم إلى الجنة آمنين سعداء . ثم يبقى المنافقون الخاسرون في ظلمات الحشر يكابدون الشدة والخوف والحر والظمأ واليأس – نجّانا الله من ذلك .
وفي هذا يقول سبحانه : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } يوم ، منصوب على أنه ظرف . أو منصوب بإضمار الفعل ( اذكر ) تعظيما لذلك اليوم . وفي هذه الآية يخبر الله عن المؤمنين الصادقين أنهم يوم القيامة { يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } أي يمضي نورهم أمامهم وبأيمانهم .
وذلك على قدر أعمالهم فيمرون به على الصراط . وقيل : ليس من أحد إلا ويعطي نورا يوم القيامة فإذا انتهوا إلى الصراط انطفأ نور المنافقين فأشفق المؤمنون أن ينطفئ نورهم كما انطفأ نور المنافقين فقالوا : ربنا أتمم لنا نورنا . وقوله : { بين أيديهم وبأيمانهم } لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم فجعل النور في الجهتين شعارا لهم وعلامة .
قوله : { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم } يقال يومئذ { بشراكم } أي لكم البشارة بجنات { تجري من تحتها الأنهار } لابثين ما كثين فيها أبدا لا تبرحون ولا تتحولون { ذلك هو الفوز العظيم } إنه الفوز الأكبر والسعادة الكبرى التي لا يعدلها فوز ولا سعادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.