أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

المعنى :

وقوله { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله } أي يصدعون فرقتين من أجل أن يجزي الله تعالى أولياءه المؤمنين العاملين للصالحات من فضله إذ أعمالهم حسبها أنها زكَّت نفوسهم فتأهلوا لدخول الجنة أما النعيم المقيم فيها فهو من فضل الله فقط ، وقوله { إنه لا يحب الكافرين } هذه الجملة علة لجملة محذوفة إذ التقدير ، ويجزي الكافرين بعدله وهو سوء العذاب لأنه لا يحب الكافرين .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحداثه ووقائعه .

- بيان أن الله تعالى يحب المتقين ويكره الكافرين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

ولما فرغ من بيان تصدعهم ، ذكر علته فقال : { ليجزي } أي{[53285]} الله سبحانه الذي أنزل هذه السورة لبيان أنه ينصر أولياءه لإحسانهم لأنه مع المحسنين ، ولذلك اقتصر هنا على ذكرهم فقال : { الذين آمنوا } أي{[53286]} ولو على أدنى الوجوه { وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات } ولما كانت الأعمال نعمة منه ، فكان الجزاء محض إحسان ، قال : { من فضله } .

ولما كان تنعيمهم من أعظم عذاب الكافرين الذين كانوا يهزؤون{[53287]} بهم ويضحكون منهم ، علله بقوله على سبيل التأكيد دفعا لدعوى من يظن أن إقبال الدنيا على العصاة لمحبة الله لهم : { إنه لا يحب الكافرين* } أي لا يفعل مع العريقين في الكفر فعل المحب ، فلا يسويهم بالمؤمنين ، وعلم من ذلك ما طوى من جزائهم ، فالآية من وادي الاحتباك ، وهو أن يؤتي بكلامين يحذف من{[53288]} كل منهما شيء ويكون نظمهما{[53289]} بحيث يدل{[53290]} ما أثبت في كل على ما حذف من الآخر ، فالتقدير هنا بعد ما ذكر من جزاء الذين آمنوا أنه{[53291]} يحب المؤمنين ويجزي الذين كفروا وعملوا السيئات بعدله لأنه{[53292]} لا يحب الكافرين ، فغير النظم ليدل مع دلالته كما ترى على ما حذف على أن إكرام المؤمنين هو المقصود بالذات ، وهو بعينه إرغام الكافرين ، {[53293]}وعبر{[53294]} في شق المؤمنين بالمنتهى الذي هو المراد من محبة الله لأنه{[53295]} أسرّ . وفي جانب الكافرين بالمبدأ الذي هو مجاز لأنه أنكأ وأضر .


[53285]:سقط من ظ.
[53286]:سقط من ظ وم ومد.
[53287]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يميزون.
[53288]:سقط من ظ.
[53289]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: نظمها.
[53290]:زيد في الأصل: على، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[53291]:زيد في ظ: لا.
[53292]:في ظ ومد: أنه.
[53293]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[53294]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[53295]:زيد من ظ وم ومد.