السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

وقوله تعالى : { ليجزي } أي : الله سبحانه وتعالى الذي أنزل هذه السورة لبيان أنه ينصر أولياءه لإحسانه لأنه مع المحسنين ، ولذلك اقتصر هنا على ذكرهم بقوله تعالى : { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي : تصديقاً لإيمانهم { من فضله } علة ليمهدون أو ليصدعون ، والاقتصار على جزاء الموصوفين للإشعار بأنه المقصود بالذات والاكتفاء عن فحوى قوله تعالى { إنه لا يحب الكافرين } فإن فيه إثبات البغض لهم فيعذبهم ، والمحبة للمؤمنين فيثيبهم ، وتأكيدُ اختصاص الصلاح المفهوم من ترك ضميرهم إلى التصريح بهم تعليل لهم ، وقوله تعالى { من فضله } دال على أنّ الإثابة بمحض الفضل .