فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

{ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله } والكافرين بعدله ، متعلق بيصدعون أو يمهدون أي يتفرقون ليجزي الله المؤمنين بما يستحقونه ، على أن ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر ، ومنفعة الإيمان والعمل الصالح ترجع إلى المؤمن لا تجاوزه ، أو يمهدون لأنفسهم بالأعمال الصالحة ليجزيهم . وقال ابن عطية : تقديره ذلك ليجزي ، وتكون الإشارة إلى ما تقدم من قوله : من كفر ومن عمل . قال ابن عباس : ليثيبهم الله ثوابا أكثر من أعمالهم ، وجعل أبو حيان قسيم قوله آمنوا وعملوا الصالحات محذوفا لدلالة قوله :

{ إنه لا يحب الكافرين } عليه ، لأنه كناية عن بغضه لهم ، الموجب لغضبه سبحانه ، وغضبه يستتبع عقوبته ؛ وقيل : تقرير بعد تقرير على الطرد والعكس ، وفيه تهديد ووعيد لهم .