فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

واللام في { لِيَجْزِيَ الذين آمَنُواْ } متعلقة ب{ يصدّعون } ، أو { يمهدون } ، أي يتفرّقون ليجزي الله المؤمنين بما يستحقونه { مِن فَضْلِهِ } أو يمهدون لأنفسهم بالأعمال الصالحة ليجزيهم . وقيل : يتعلق بمحذوف . قال ابن عطية : تقديره ذلك ليجزي ، وتكون الإشارة إلى ما تقدّم من قوله : { من عمل } و{ من كفر } . وجعل أبو حيان قسيم قوله { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } محذوفاً لدلالة قوله : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكافرين } عليه ؛ لأنه كناية عن بغضه لهم الموجب لغضبه سبحانه ، وغضبه يستتبع عقوبته .

/خ46