البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

واللام في { ليجزي } ، قال الزمخشري : متعلق بيمهدون ، تعليل له وتكرير { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، وترك الضمير إلى الصريح لتقديره أنه لا يفلح عنده إلا المؤمن الصالح .

وقوله : { إنه لا يحب الكافرين } ، تقرير بعد تقرير على الطرد والعكس .

وقال ابن عطية : ليجزي متعلق بيصدعون ، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف تقديره ذلك ليجزي ، وتكون الإشارة إلى ما تقرر من قوله تعالى : { من كفر } ، { ومن عمل صالحاً } . انتهى .

ويكون قسم { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } على هذين التقديرين اللذين ذكرهما ابن عطية محذوفاً تقديره : كأنه قال : والكافرون بعدله ، ودل على حذف هذا القسيم قوله : { إنه لا يحب الكافرين } .

ومعنى نفي الحب هنا : أنه لا تظهر عليهم أمارات رحمته ، ولا يرضى الكفر لهم ديناً .

وقال الزمخشري : { من فضله } : بما تفضل عليهم بعد توفية الواجب من الثواب ، وهذا يشبه الكناية ، لأن الفضل تبع للثواب ، فلا يكون إلا بعد حصول ما هو تبع له ، أو أراد من عطائه ، وهو ثوابه ، لأن الفضول والفواضل هي الأعطية عند العرب .