أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

شرح الكلمات :

{ ولو أن للذين ظلموا } : أي ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي .

{ وبدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون } : أي وظهر لهم من عذاب الله ما لم يكونوا يظنونه .

المعنى :

وقوله تعالى : { ولو أن للذين ظلموا } أي أنفسهم بالشرك وهو الظلم العظيم وبغشيان المعاصي والذنوب لو أن لهم عند معاينة العذاب يوم القيامة { ما في الأرض جميعاً } من أموال ونفائسها ومثله معه وقبل منهم الفداء { لافتدوا به من سوء العذاب } ولما تردَّدوا أبداً وهذا دالٌّ على شدَّة العذاب وأنه لا يطاق ولا يُحْتَمَل مع حرمانهم من الجنة ونعيمها .

وقوله تعالى : { وبدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون } أي وظهر لهم أي لأولئك الذين إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم وإذا ذكرت الأصنام فرحوا بذلك واستبشروا وبدا لهم من ألوان العذاب ما لم يكونوا يظنون ولا يحتسبون .

الهداية :

من الهداية :

- بيان عظم العذاب وشدته يوم القيامة وأن المرء لو يقبل منه فداء لافتدى منه بما في الأرض من أموال ومثله معه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

{ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } أي : ظهر لهم يوم القيامة خلاف ما كانوا يظنون لأنهم كانوا يظنون ظنونا كاذبة . قال الزمخشري : المراد بذلك تعظيم العذاب الذي يصيبهم أي : ظهر لهم من عذاب الله ما لم يكن في حسابهم فهو كقوله في الوعد : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] وقيل : معناها عملوا أعمالا حسبوها حسنات ، فإذا هي سيئات وقال الحسن : ويل لأهل الربا من هذه الآية وهذا على أنها في المسلمين والظاهر أنها في الكفار .