فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

{ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } أي جميع ما في الدنيا من الأموال والذخائر { وَمِثْلَهُ مَعَهُ } أي منضما إليه { لَافْتَدَوْا بِهِ } أي بالمذكور من الأمرين أي لجعلوه فدية لأنفسهم { مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي من سوء عذاب ذلك اليوم ، وقد مضى تفسير هذا في آل عمران .

{ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } أي ظهر لهم من فنون عقوبات الله وسخطه ، وشدة عذابه ، ما لم يكن في حسابهم ولا يحدثون به في نفوسهم وفي هذا وعيد لهم عظيم ، وتهديد بالغ غاية لا غاية وراءها وقال مجاهد عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات وكذا قال السدي .

وقال سفيان الثوري : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، وهذه آيتهم وقصتهم . وقال عكرمة بن عمار ، جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعا شديدا فقيل له ما هذا الجزع ؟ قال : أخاف آية من كتاب الله ، { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } فأنا أخشى أن يبدوا لي ما لم أكن أحتسب .