الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

{ وَبَدَا لَهُمْ مّنَ الله } وعيد لهم لا كنه لفظاعته وشدّته ، وهو نظير قوله تعالى في الوعد : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِىَ لَهُم } [ السجدة : 17 ] والمعنى : وظهر لهم من سخط الله وعذابه ما لم يكن قط في حسابهم ولم يحدثوا به نفوسهم . وقيل : عملوا أعمالاً حسبوها حسنات ، فإذا هي سيئات . وعن سفيان الثوري أنه قرأها فقال : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء . وجزع محمد بن المنكدر عند موته فقيل له ، فقال : أخشى آية من كتاب الله ، وتلاها ، فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسبه .