الآية 47 وقوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } كأنه ، والله أعلم ، يذكر لرسوله صلى الله عليه وسلم ليصبّره على أذاهم إياه ، وألا{[17976]} يُشفق عليهم بما ينزل بهم في الآخرة لأنه أخبر عن عظيم ما ينزل بهم من العذاب .
وكذلك ما ذكر من قوله : { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ الزمر : 45 ] يخبر عن سوء معاملتهم ربهم على علم منه أنهم يؤذون رسوله صلى الله عليه وسلم وأن ذلك يشتدّ عليه ، ويشُقّ ، لينظر أنهم كيف عاملوا ربهم من سوء المعاملة ليصبّره{[17977]} على سوء معاملتهم إياه ، ويترك{[17978]} الرحمة والشفقة عليهم بما ينزل بهم في الآخرة من سوء العذاب ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } قال بعض أهل التأويل : بدا لهم من الله من شهادة الجوارح عليهم والنطق ما لم يكونوا يحتسبون ذلك .
ولكن غير هذا كأنه أقرب ؛ بدا لهم من الهوان والعذاب لهم في الآخرة { مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } وهو يخرّج على وجهين :
أحدهما : أنهم كانوا يقولون : حين{[17979]} فضّلنا الله في هذه الدنيا بفضول الأموال /471 – أ/ والكرامة ، فعلى{[17980]} ذلك نكون في الآخرة مفضَّلين عليهم كما كنا في الدنيا . ولذلك قالوا : { واتبعك الأرذلون } [ الشعراء : 111 ] وقالوا{[17981]} : { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ } [ هود : 27 ] ونحوه . فبدا لهم ، وظهر في الآخرة ما لم يكونوا يحتسبون ما ذكرنا من الهوان لهم والعذاب .
والثاني : كانوا ينكرون رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم ويقولون : { لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] وقالوا : { أأُنزل عليه الذكر من بيننا } الآية [ ص : 8 ] ونحو ذلك من الكلام كقولهم أيضا : { لو كان خيرا ما سبقونا إليه } [ الأحقاف : 11 ] لا يرون الرسالة توضع إلا في العظيم من أمر الدنيا ، فأخبر أنه يبدي لهم ما [ لم ]{[17982]} يكونوا يحتسبون لما ذكرنا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.