السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

ولما حكى الله تعالى عنهم هذا المذهب الباطل ذكر في وعيدهم أشياء .

أولها : قوله تعالى : { ولو أن للذين ظلموا } أنفسهم بالكفر { ما في الأرض جميعاً } أي : من الأموال { ومثله معه لافتدوا } أي : اجتهدوا في طلب أن يفدوا أنفسهم { به من سوء العذاب يوم القيامة } وهذا وعيد شديد وإقناط كلي لهم من الخلاص روى الشيخان عن أنس : «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذاباً لو أن لك ما في الأرض من شيء لكنت تفتدي به فيقول : نعم فيقول الله : قد أردت منك وفي رواية سألتك أهون من هذا وأنت في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي شيئاً » قوله أردت أي : فعلت معك فعل الآمر المريد وهو معنى قوله في رواية قد سألتك .