أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (2)

شرح الكلمات :

{ واتبع ما يوحى إليك من ربك } : أي تقيد بما يشرع لك من ربك ولا تلتفت إلى ما يقوله خصومك لك من اقتراحات أو تهديدات .

المعنى :

قوله { واتبع ما يوحى إليك من ربك } من تشريعات خاصة وعامة ولا تترك منها صغيرة ولا كبيرة إذ هي طريق فوزك وسُلم نجاحك أنت وأمتك تابعة لك في كل ذلك ، وقوله { إن الله كان بما تعملون خبيرا } هذه الجملة تعليلية تحمل الوعد والوعيد إذ علم الله بأعمال العباد صالحها وفاسدها يستلزم الجزاء عليها فمتى كانت صالحة كان الجزاء حسناً وفي هذا وعده ومتى كانت فاسدة كان الجزاء سوءاً وفي هذا الوعيد .

الهداية :

من الهداية :

وجوب اتباع الكتاب والسنة والتوكل على الله والمضي في ذلك بلا خوف ولا وجل .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (2)

قوله تعالى : " واتبع ما يوحى إليك من ربك " يعني القرآن . وفيه زجر عن اتباع مراسم الجاهلية ، وأمر بجهادهم ومنابذتهم ، وفيه دليل على ترك اتباع الآراء مع وجود النص . والخطاب له ولأمته . " إن الله كان بما تعملون خبيرا " قراءة العامة بتاء على الخطاب ، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم . وقرأ السلمي وأبو عمرو وابن أبي إسحاق : " يعملون " بالياء على الخبر ، وكذلك في قوله : " بما تعملون{[12694]} بصيرا " [ الفتح : 24 ] . " وتوكل على الله " أي اعتمد عليه في كل أحوالك ، فهو الذي يمنعك ولا يضرك من خذلك .


[12694]:راجع ج 16 ص 380 فما بعد.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (2)

ولما كان ذلك {[54993]}مفهماً لمخالفة{[54994]} كل ما يدعو إليه كافر . وكان الكافر{[54995]} ربما دعا إلى شيء من مكارم الأخلاق ، قيده بقوله : { واتبع } أي بغاية جهدك .

ولما اشتدت العناية هنا بالوحي ، وكان الموحي معلوماً من آيات كثيرة ، بني للمفعول قوله : { ما يوحى } أي يلقى{[54996]} إلقاء خفياً كما يفعل المحب مع حبيبه { إليك } وأتى موضع الضمير بظاهر يدل على الإحسان في التربية ليقوى على امتثال ما أمرت{[54997]} به الآية السالفة فقال : { من ربك } أي المحسن إليك بصلاح جميع{[54998]} أمرك ، فمهما أمرك به فافعله{[54999]} لربك لا لهم ، ومهما نهاك عنه فكذلك ، سواء كان إقبالاً عليهم أو إعراضاً عنهم أو غير ذلك .

ولما أمره باتباع الوحي ، رغبة فيه بالتعليل بأوضح من التعليل الأول في أن مكرهم خفي ، فقال مذكراً{[55000]} بالاسم الأعظم بجميع ما يدل عليه من الأسماء الحسنى زيادة في التقوية على الامتثال{[55001]} ، مؤكداً للترغيب كما تقدم ، وإشارة{[55002]} إلى أنه مما يستبعده بعض المخاطبين في قراءة الخطاب{[55003]} لغير أبي عمرو{[55004]} : { إن الله } أي{[55005]} بعظمته وكماله { كان } دائماً { بما تعملون } أي الفريقان من المكايد وإن دق { خبيراً } فلا{[55006]} تهتم بشأنهم ، فإنه

سبحانه كافيكه{[55007]} وإن تعاظم ، وعلى قراءة{[55008]} أبي عمرو بالغيب{[55009]} يكون هذا التعليل حثاً على الإخلاص ، وتحقيقاً لأنه قادر على الإصلاح وإن أعيى{[55010]} الخلاص ، ونفياً لما قد يعتري النفوس من الزلزال ، في أوقات الاختلال .


[54993]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: منهما بمخالفة.
[54994]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: منهما بمخالفة.
[54995]:زيد من ظ وم ومد.
[54996]:زيد في الأصل: إليك، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[54997]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: امتثالها ـ مع بياض قدر كلمتين.
[54998]:زيد في ظ: ما.
[54999]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فافعل.
[55000]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: مؤكدا.
[55001]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الامتنان.
[55002]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أشار.
[55003]:راجع نثر المرجان 5/370.
[55004]:زيد من ظ ومد.
[55005]:زيد من ظ وم ومد.
[55006]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فلما.
[55007]:من م ومد، وفي الأصل وظ: كافيك.
[55008]:زيد في مد: غير.
[55009]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: بالخطاب.
[55010]:في ظ ومد: ادعى.