اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (2)

قوله : { واتبع مَا يوحى إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ } وهذا يقدر ما ذكره أولاً من أنه عليم حكيم فاتباعه واجب{[43005]} .

قوله : { بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } وبعده { بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيراً } قرأهما أبو عمرو بياء الغيبة{[43006]} ، والباقون بتاء الخطاب أما الغيبة ( في الأولى{[43007]} ) فلقوله «الكافرين والمنافقين » وأما الخطاب فلقوله : «يأيها النبي » لأن المراد هو وأمته وخوطب بالجمع تعظيماً ( له{[43008]} ) كقوله :

4068 - فَإِنْ شئْتَ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ *** . . . . . . . . . . {[43009]}

وجوز أبو حيان أن يكون التفاتاً يعني ( عن{[43010]} ) الغائبين ( و{[43011]} ) الكافرين والمنافقين ( وهو بعيد{[43012]} ) وأما ( الغيبة{[43013]} ) في الثاني فلقوله { إذ جاءتكم جنود } وأما الخطاب فلقوله { يأيها الذين آمنوا } .


[43005]:المرجع السابق.
[43006]:وهي قراء ابن أبي إسحاق والسلمي أيضاً على الخبر وانظر: القرطبي 14/115 والبحر 7/210، والسبعة 18، والإتحاف 352.
[43007]:ساقط من "ب".
[43008]:كذلك.
[43009]:هذا صدر بيت من الطويل وعجزه: ............... *** وإن شئت لم أطعم نقاحاً ولا بردا وينسب لعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان والصواب أنه لعمر بن أبي ربيعة، وهو بديوانه 51 والنقا: الماء، والبرد: النوم وشاهده يكمن في "سواكم" فإنه يخاطب فرداً ولكن جمع تعظيماً له وهكذا الآية كذلك وانظر: اللسان: " ب ر د" 249 ونقح 4517 وشرح شواهد الكشاف 4/369 و 1/381 من الكشاف.
[43010]:سواقط من "ب" وانظر البحر المحيط 7/210.
[43011]:سواقط من "ب" وانظر البحر المحيط 7/210.
[43012]:سواقط من "ب" وانظر البحر المحيط 7/210.
[43013]:سقط من "ب".