فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (2)

{ واتبع مَا يوحى إِلَيْكَ مِن رَبّكَ } من القرآن ، أي اتبع الوحي في كل أمورك ، ولا تتبع شيئاً مما عداه من مشورات الكافرين والمنافقين ، ولا من الرأي البحت ؛ فإن فيما أوحي إليك ما يغنيك عن ذلك ، وجملة { إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } تعليل لأمره باتباع ما أوحي إليك ، والأمر له صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ، فهم مأمورون باتباع القرآن كما هو مأمور باتباعه ، ولهذا جاء بخطابه وخطابهم في قوله : { بِمَا تَعْمَلُونَ } على قراءة الجمهور بالفوقية للخطاب ، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم . وقرأ أبو عمرو والسلمي وابن أبي إسحاق بالتحتية .