غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (2)

1

{ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ } [ الكهف : 110 ] يعني إنما يرفع عني الحجاب فينكشف لي الوحي ، وإذا أرخى لدي الستر فإني كهيئتكم . يروى أنه صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان يحب إسلام يهود قريظة والنضير وغيرهم وقد تابعه ناس منهم على النفاق كان يلين لهم جانبه ويكرم صغيرهم وكبيرهم فنزلت . وروي أن أبا سفيان بن حرب وأشياعه قدموا المدينة أيام المصالحة فقالوا : يا رسول الله ارفض ذكر آلهتنا وندعك وربك ، فشق ذلك على المؤمنين فهموا بقتلهم فنزلت . أي اتق الله في نقض العهد . { ولا تطع الكافرين } من أهل مكة { والمنافقين } من أهل المدينة فيما طلبوا إليك وكانوا يقولون له أن يعطوه شطر أموالهم إن رجع عن دينه . { إن الله كان عليماً } بالصواب { حكيماً } فيما أمرك به من عدم اتباع آرائهم وأهوائهم . وحين نهاه عن اتباع الغي أمره باتباع ما هو رشد وصلاح وهو القرآن ، وبأن يثق الله ويفوِّض إليه أموره فلا يخاف غيره ولا يرجو سواه .

/خ20