التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ} (2)

{ فذلك الذي يدع اليتيم } أي : يدفعه بعنف ، وهذا الدفع يحتمل أن يكون عن إطعامه ، والإحسان إليه ، أو عن ماله وحقوقه ، وهذا أشد . والذي لا يحض على طعام المسكين لا يطعمه من باب أولى . وهذه الجملة هي جواب { أرأيت } ؛ لأن معناها : أخبرني ، فكأنه سؤال وجواب . والمعنى : انظر الذي كذب بالدين تجد فيه هذه الأخلاق القبيحة ، والأعمال السيئة ، وإنما ذلك ؛ لأن الدين يحمل صاحبه على فعل الحسنات ، وترك السيئات ، فمقصود الكلام ذم الكفار وأحوالهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ} (2)

ولما كان المراد بهذا الجنس ، وكان من المكذبين من يخفي تكذيبه ، عرفهم بأمارات تنشأ من عمود الكفر الذي صدر به ويتفرع منه تفضحهم ، وتدل عليهم وإن اجتهدوا في الإخفاء وتوضحهم ، فقال مسبباً عن التكذيب ما هو دال عليه : { فذلك } أي البغيض البعيد من كل خير { الذي يدع } أي يدفع دفعاً عنيفاً بغاية القسوة { اليتيم * } ويظلمه ولا يحث على إكرامه ؛ لأن الله تعالى نزع الرحمة من قلبه ، ولا ينزعها إلا من شقي ؛ لأنه لا حامل على الإحسان إليه إلا الخوف من الله سبحانه وتعالى ، فكان التكذيب بجزائه سبباً للغلظة عليه .