لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ} (2)

{ فذلك الذي يدع اليتيم } ولفظ أرأيت استفهام ، والمراد به المبالغة في التّعجب من حال هذا المكذب بالدّين ، وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو خطاب لكل واحد ، والمعنى { أرأيت } يا أيها الإنسان ، أو يا أيّها العاقل هذا الذي يكذب بالدين بعد ظهور دلائله ، ووضوح بيانه ، فكيف يليق به ذلك الذي يدع اليتيم ، أي يقهره ، ويدفعه عن حقه ، والدع الدفع بعنف وجفوة ، والمعنى أنه يدفعه عن حقه ، وماله بالظلم . وقيل : يترك المواساة له ، وإن لم تكن المواساة واجبة ، وقيل : يزجره ، ويضربه ، ويستخف به . وقرئ ( يدعو ) بالتخفيف ، أي يدعوه ليستخدمه قهراً واستطالة .