السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ} (2)

{ فذلك } بتقدير هو بعد الفاء ، أي : البغيض البعيد المبعد من كل خير { الذي يدُّع } أي : يدفع دفعاً عظيماً بغاية القسوة { اليتيم } ولا يحث على إكرامه ؛ لأنّ الله تعالى نزع الرحمة من قلبه ، ولا ينزعها إلا من شقي ؛ لأنه لا حامل على الإحسان إليه إلا الخوف من الله تعالى ، فكان التكذيب بجزائه مسبباً للغلظة عليه . وقال قتادة : يقهره ويظلمه ، فإنهم كانوا لا يورّثون النساء ولا الصغار ، ويقولون : إنما يحوز المال من يطعن بالسنان ويضرب بالحسام . وقال صلى الله عليه وسلم :«من ضم يتيماً من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة » .

واختلف فيمن نزل ذلك فيه ، فقال مقاتل : في العاص بن وائل السهمي . وقال السديّ : في الوليد بن المغيرة . وقال الضحاك : في عمرو بن عابد المخزومي . وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : في رجل من المنافقين . وقيل : في أبي جهل .