التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

{ قال فما بال القرون الأولى } يحتمل أن يكون سؤاله عن القرون الأولى محاجة ومناقضة لموسى أي : ما بالها لم تبعث كما يزعم موسى أو ما بالها لم تكن على دين موسى أو ما بالها كذبت ولم يصبها عذاب كما زعم موسى في قوله : { أن العذاب على من كذب وتولى } ، ويحتمل أن يكون قال ذلك قطعا للكلام الأول وروغانا عنه وحيرة لما رأى أنه مغلوب بالحجة ولذلك أضرب موسى عن الكلام في شأنها ، فقال : { علمها عند ربي } ، ثم عاد إلى وصف الله رجوعا إلى الكلام الأول .