الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

وقال قتادة قوله : { فما بال القرون الأولى } أي فما أعمار القرون الأولى . فوكلها موسى إلى الله فقال : { علمها عند ربي }{[45149]} .

وقرأ الحسن وقتادة وعيسى وعاصم الجحدري{[45150]} : { لا يضل } بضم الياء وكسر الضاد{[45151]} . أي : لا يضيعه . يقال : ضل فلان منزله يضله إذا أخطأه . وكذلك يقال في كل شيء ثابت ، لا يبرح فيخطئه . فإذا ضاع ما يزول بنفسه مثل : دابة ، وناقة ، وفرس مما ينفلت فيذهب بنفسه{[45152]} ، فإنه يقال : أضل فلان بعيره يضله .


[45149]:انظر: جامع البيان 16/173.
[45150]:ز: عاصم والجحدري بإثبات واو العطف، وهو تحريف. وهو عاصم بن أبي الصباح العجاج، وقيل: ميمون أبو المحشر الجحدري البصري. (ت 128 هـ) انظر: ترجمته في طبقات ابن خياط: 214 وغاية النهاية 1/349.
[45151]:في مختصر ابن خالويه: 90 (لا يضل) بضم الياء والفتح.
[45152]:ز: ما تزول نفسه.