قوله : { قَالَ فَمَا بَالُ القرون الأولى } البال : الفكر ، يقال : خطر بباله كذا ، ولا يثنى ولا يجمعن وشذ جمعه على بالات ، ويقال للحال المكترث بها ، وكذلك يقال : ما بَالَيتُ بالة ، والأصل بالية كعافية فحذفت لامه تخفيفاً{[24770]} .
قال المفسرون : البَالُ ، الحالُ ، أي ما حال القرون الماضية والأمم الخالية كقوم نوح وعاد وثمود{[24771]} .
وفي ارتباط هذا الكلام بما قبله وجوه{[24772]} :
الأول : أنَّ موسى -عليه السلام{[24773]}- لمَّا قرر أمر المبدأ قال فرعون : إن كان إثبات المبدأ ظاهراً{[24774]} إلى هذا الحد { قَالَ فَمَا بَالُ القرون الأولى }{[24775]} ما أثبتوه بل تركوه ، فكأن موسى -عليه السلام- لما استدل على إثبات الصانع{[24776]} بالدلالة القاطعة قَدَح فرعونُ في تلك الدلالة بقوله : إنْ كانَ الأمرُ على ما ذكرت من قوة{[24777]} الدلالة وجب على أهل القرون الماضية أن لا يغفلوا عنها{[24778]} . فعارض الحجة بالتقليد .
الثاني : أنَّ موسى -عليه السلام-{[24779]} لما هدده بالعذاب{[24780]} في قوله : { أَنَّ العذاب على مَن كَذَّبَ وتولى } قال فرعون : { قَالَ فَمَا بَالُ القرون الأولى } فإنها كذبت ولم يعذبوا ؟
الثالث : وهو الأظهر ، وأن فرعون لما قال : { فَمَن رَّبُّكُمَا يا موسى }{[24781]} فذكر موسى -عليه السلام- دليلاً ظاهراً على صحة دعواه فقال : { رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى } خاف فرعون أن يزيد في تلك الحجة ، فيظهر للناس صدقه ، وفساد طريق{[24782]} فرعون ، فأراد أن يصرفه عن ذلك الكلام ، ويشغله بالحكايات فقال : { فَمَا بَالُ القرون الأولى }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.