النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ} (51)

قوله تعالى : { فَمَا بَالُ الْقُرونِ الأَُولَى } وهي جمع قرن ، والقرن أهل كل عصر مأخوذ من قرانهم فيه .

وقال الزجاج : القرن أهل كل عصر وفيه نبي أو طبقة عالية في العلم ، فجعله من اقتران أهل العصر بأهل العلم ، فإذا كان زمان فيه فترة وغلبة جهل لم يكن قرناً .

واختلف في سؤال فرعون عن القرون على أربعة أوجه :

أحدها : أنه سأله عنها فيما دعاه إليه من الإيمان ، هل كانوا على مثل ما يدعو إليه أو بخلافه .

الثاني : أنه قال ذلك له قطعاً للاستدعاء ودفعاً عن الجواب .

الثالث : أنه سأله عن ذنبهم ومجازاتهم .

الرابع : أنه لما دعاه إلى الإِقرار بالبعث قال : ما بال القرون الأولى لم تبعث .