تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

وقوله : { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ } أي : ونجيناه وخلصناه منتصرًا من القوم { الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } أي : أهلكهم الله بعامة ، ولم يُبْقِ على وجه الأرض منهم أحدًا ؛ إذ{[19710]} دعا عليهم نبيهم .


[19710]:- في ف : "كما".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

وعدي { نصرناه } بحرف ( من ) لتضمينه معنى المنع والحماية ، كما في قوله تعالى : { إنكم منا لا تنصرون } [ المؤمنون : 65 ] ، وهو أبلغ من تعديته ب ( علَى ) لأنه يدل على نصر قوي تحصل به المَنعَةُ والحماية فلا يناله العدوّ بشيء . وأما نصره عليه فلا يدل إلا على المدافعة والمعونة .

ووصف القوم بالموصول للإيماء إلى علة الغرق الذي سيذكر بعد . وجملة { إنهم كانوا قوم سوء } علة لنصر نوح عليه السلام لأن نصره يتضمن إضرار القوم المنصور عليهم .

والسّوء بفتح السين تقدم آنفاً .

وإضافة قوم إلى السوء إشارة إلى أنهم عرفوا به . والمراد به الكفر والتكبر والعناد والاستسخار برسولهم .

و { أجمعين } حال من ضمير النصب في { أغرقناهم } لإفادة أنه لم ينج من الغرق أحد من القوم ولو كان قريباً من نوح فإن الله قد أغرق ابن نوح .

وهذا تهديد لقريش لئلا يتكلوا على قرابتهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كما رُوي أنه لما قرأ على عتبة بن ربيعة [ سورة فصّلت : 13 ] حتى بلغ { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } فزع عتبة وقال له : ناشدْتُك الرّحمَ .