تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ} (14)

لما ذكر أهل الضلالة الأشقياء ، عطف بذكر الأبرار السعداء ، من الذين آمنوا بقلوبهم ، وصدّقوا إيمانهم بأفعالهم ، فعملوا الصالحات من جميع أنواع القربات ، [ وتركوا المنكرات ]{[20049]} فأورثهم ذلك سكنى الدرجات العاليات ، في روضات الجنات .

ولما ذكر أنه أضل أولئك ، وهدى هؤلاء ، قال : { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }


[20049]:- زيادة من ف ، أ.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ} (14)

هذا مقابل قوله { ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق } [ الحج : 9 ] وقوله : { خسر الدنيا والآخرة } [ الحج : 11 ] . فالجملة معترضة ، وقد اقتصر على ذكر ما للمؤمنين من ثواب الآخرة دون ذكر حالهم في الدنيا لعدم أهمية ذلك لديهم ولا في نظر الدين .

وجملة { إن الله يفعل ما يريد } تذييل للكلام المتقدم من قوله { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم } [ الحج : 8 ] إلى هنا ، وهو اعتراض بين الجمل الملتئم منها الغرض . وفيها معنى التعليل الإجمالي لاختلاف أحوال الناس في الدنيا والآخرة .

وفعْلُ الله ما يريد هو إيجاد أسباب أفعال العباد في سُنة نظام هذا العالم ، وتبيينه الخير والشرّ ، وترتيبه الثواب والعقاب ، وذلك لا يحيط بتفاصيله إلا الله تعالى .