فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ} (14)

{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } لما فرغ سبحانه في ذكر حال المشركين ومن يعبد الله على حرف ذكر حال المؤمنين في الآخرة ، وأخبر أنه يدخلهم هذه الجنات المتصفة بهذه الصفة ، وهذا وعد لمن عبد الله بكل حال لا لمن عبده على حرف ، وقد تقدم الكلام في جري الأنهار من تحت الجنات ، وبينا أنه إن أريد بها الأشجار المتكاثفة الساترة لما تحتها فجريان الأنهار من تحتها ظاهر ، وإن أريد بها الأرض فلا بد من تقدير مضاف أي من تحت أشجارها .

{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } تعليل لما قبلها ، أي يفعل ما يريده من الأفعال لا يسأل عما يفعل ، فيثيب من يشاء ويعذب من يشاء ، ويكرم من يطيعه ، ويهين من يعصيه .