فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ} (14)

{ إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُوا الصالحات جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } لما فرغ من ذكر حال المشركين ، ومن يعبد الله على حرف ذكر حال المؤمنين في الآخرة ، وأخبر أنه يدخلهم هذه الجنات المتصفة بهذه الصفة ، وقد تقدّم الكلام في جري أنهار من تحت الجنات ، وبيّنا أنه إن أريد بها الأشجار المتكاثفة الساترة لما تحتها ، فجريان الأنهار من تحتها ظاهر ؛ وإن أريد بها الأرض فلا بدّ من تقدير مضاف ، أي من تحت أشجارها { إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } هذه الجملة تعليل لما قبلها ، أي يفعل ما يريده من الأفعال { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ } . فيثيب من يشاء ويعذب من يشاء .

/خ16