تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا} (39)

{ وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأمْثَالَ }أي : بينا لهم الحجج ، ووضَّحنا لهم الأدلة - كما قال قتادة : أزحنا{[21536]} عنهم الأعذار - { وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا } أي : أهلكنا إهلاكاً ، كقوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ } [ الإسراء : 17 ] .

والقرن : هو الأمة من الناس ، كقوله : { ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ } [ المؤمنون : 31 ] وحدَّه بعضهم{[21537]} بمائة وعشرين سنة . وقيل : بمائة سنة . وقيل : بثمانين سنة . وقيل : أربعين . وقيل غير ذلك . والأظهر : أن القرن هم الأمة المتعاصرون في الزمن الواحد ؛ فإذا ذهبوا وخلفهم جيل آخر فهم قرن ثان ، كما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " الحديث .


[21536]:- في أ : "وأزحنا".
[21537]:- في ف ، أ : "بعض المفسرين".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا} (39)

{ وكلا ضربنا له الأمثال } بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين إنذارا وإعذارا فلما أصروا أهلكوا كما قال : { وكلا تبرنا تتبيرا } فتتناه تفتيتا ومنه التبر لفتات الذهب والفضة ، { وكلا } الأول منصوب بما دل عليه { ضربنا } كأنذرنا والثاني ب { تبرنا } لأنه فارغ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا} (39)

ثم قال تعالى إن كل هؤلاء «ضرب له الأمثال » ، ليهتدي فلم يهتد ، «فتبره » الله أي أهلكه ، والتبار الهلاك ومنه تبر الذهب أي المكسر المفتت ، وكذلك يقال لفتات الرخام والزجاج تبر ، وقال ابن جبير إن أصل الكلمة نبطي ولكن العرب قد استعملته .