محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا} (39)

{ وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ } يعني نوحا . وجمع تعظيما لرسالته . أو هو ومن تقدمه عليهم السلام { أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا وَعَادًا } يعني قوم هود { وَثَمُودَ } بالصرف وعدمه . قراءتان . على معنى الحي أو القبيلة { وَأَصْحَابَ الرَّسِّ } اسم بئر . ونبيهم قيل : شعيب ، وقيل : غيره . ويوروي هنا بعضهم آثارا منكرة لا تصح . كما نبه عليه الحافظ ابن كثير رحمه الله . فلا يحل الجراءة على روايتها ، ولا تنزيل الآية عليها . لأن من قفو ما ليس للمرء به علم . ومثله يحظر الخوض فيه . { وَقُرُونًا } أي أقواما { بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ } أي الأنباء التي تزجر عن الكفر والفساد { وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا } أي إهلاكا عظيما .