تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٰكِهِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ وَوَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (18)

{ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ } أي : يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم ، من أصناف الملاذ ، من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومراكب وغير ذلك ، { وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } أي : وقد نجاهم من عذاب النار ، وتلك نعمة مستقلة بذاتها على حدتها مع ما أضيف إليها من دخول الجنة ، التي فيها من السرور ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٰكِهِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ وَوَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (18)

وقوله : فاكِهِينَ يقول : عندهم فاكهة كثيرة ، وذلك نظير قول العرب للرجل يكون عنده تمر كثير : رجل تامر ، أو يكون عنده لبن كثير ، فيقال : هو لابن ، كما قال الحُطَيئة :

أغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ *** أنّكَ لابِنٌ في الصّيْفِ تامِرْ

وقوله : بِما آتاهُمْ رَبّهُمْ يقول : عندهم فاكهة كثيرة بإعطاء الله إياهم ذلك وَوَقاهُمْ رَبّهُم عَذَابَ الجَحِيمِ يقول : ورفع عنهم ربهم عقابه الذي عذّب به أهل الجحيم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٰكِهِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ وَوَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (18)

وقرأ الجمهور : «فاكهين » ومعناه : فرحين مسرورين . وقال أبو عبيدة : هو من باب لابن وتامر أي لهم فاكهة .

قال القاضي أبو محمد : والمعنى الأول أبرع{[10641]} .

وقرأ خالد فيما حكى أبو حاتم «فاكهين » والفكه والفاكه : المسرور المتنعم .

وقوله : { بما آتاهم ربهم } : أي من إنعامه ورضاه عنهم وقوله : { ووقاهم ربهم عذاب الجحيم } هذا متمكن ومتقي المعاصي الذي لا يدخل النار ويكون متقي الشرك الذي ينفذ عليه الوعيد بمعنى : ووقاهم ربهم عذاب الخلود في الجحيم . ويحتمل أن يكون { الجحيم } من طبقات جهنم ليست بمأوى للعصاة المؤمنين ، بل هي مختصة بالكفرة فهم وإن عذبوا في نار فليسوا في عذاب الجحيم .

وقرأ جمهور الناس : «ووقَاهم » بتخفيف القاف . وقرأ أبو حيوة : «ووقّاهم » بتشديدها على المبالغة ، وذلك كله مشتق من الوقاية ، وهي الحائل بين الشيء وما يضره والمعنى : يقال لهم { كلوا واشربوا } .


[10641]:في بعض النسخ:"والمعنى الأول أبدع".