لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (85)

قوله تعالى : { فأثابهم الله بما قالوا } يعني بالتوحيد الذي قالوه وإنما علق الثواب وهو قوله تعالى : { جنات تجري من تحتها الأنهار } بمجرد القول لأنه قد سبق وصفهم بما يدل على إخلاصهم فيما قالوا وهو المعرفة والبكاء المؤذنان بحقيقة الإخلاص واستكانة القلب ، لأن القول إذا اقترن بالمعرفة ، فهو الإيمان الحقيقي الموعود عليه بالثواب ، وقال ابن عباس : بما قالوا يريد سألوا يعني قولهم فاكتبنا مع الشاهدين { خالدين فيها } يعني في الجنات { وذلك جزاء المحسنين } يعني المؤمنين الموحدين المخلصين في إيمانهم .