صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

{ لا يصدّعون عنها } لا يصيبهم شربها . و " عن " بمعنى باء السببية .

{ ولا ينزفون } بضم الياء وكسر الزاي ، أي لا تذهب الخمر عقولهم من السكر كما خمر الدنيا ؛ من أنزف الشارب : إذا ذهب عقله . وقرئ بفتح الزاي ؛ من نزف الشارب – كعنى - : ذهب عقله [ آية 47 الصافات ص 228 ]

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

قوله تعالى : { لا يصدعون عنها } لا تصدع رؤوسهم من شربها ، { ولا ينزفون } يعني : لا يسكرون هذا إذا قرئ بفتح الزاي ، ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

قوله تعالى : " لا يصدعون عنها " أي لا تنصدع رؤوسهم من شربها ، أي إنها لذة بلا أذى بخلاف شراب الدنيا . " ولا ينزفون " تقدم في " والصافات " أي لا يسكرون فتذهب عقولهم . وقرأ مجاهد : " لا يصدعون " بمعنى لا يتصدعون أي لا يتفرقون ، كقوله تعالى : " يومئذ يصدعون{[14633]} " [ الروم : 43 ] . وقرأ أهل الكوفة " ينزفون " بكسر الزاي ، أي لا ينفد شرابهم ولا تقنى خمرهم ، ومنه قول الشاعر{[14634]} :

لعمري لئن أَنْزَفْتُم أوصحوتم *** لبئس النَّدَامَى كنتم آل أَبْجَرَا

وروى الضحاك عن ابن عباس قال : في الخمر أربع خصال : السكر والصداع والقيء والبول ، وقد ذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال .


[14633]:راجع جـ 14 آية 42.
[14634]:هو الحطيئة وقد تقدم البيت في جـ 15 ص 79.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

ولما أثبت نفعها وما يشوق إليها ، نفى ما ينفر عنها فقال : { لا يصدعون } أي تصدعاً يوجب المجاوزة { عنها } أي بوجع في الرأس ولا تفرق لملالة { ولا ينزفون * } أي يذهب بعقولهم بوجه من الوجوه أي يصرع شرابهم ، من نزفت البئر - إذا نزح ماؤها كله ، ونزف فلان : ذهب عقله أو سكر ، وبنى الفعلان للمجهول لأنه لم تدع حاجة إلى معرفة الفاعل ، وقال الرازي في اللوامع : قال الصادق : لا تذهل{[62097]} عقولهم عن موارد الحقائق عليهم ولا يغيبون عن مجالس المشاهدة بحال .


[62097]:- من ظ، وفي الأصل: لا يذهب.